وهو يجذب أبيه لكي شغل له اللعبه التي احضرها له ابوه...واخذ زوجي الطفل وذهب به الي شقتنا ...وهو ينط ويقفز ...
وبقيت وحدي مع جارنا ..وكنت أنظر في عينيه وهما يزدادان اتساعا مع الغروب كعيون القطط...ويبعثان في نفسي اكثر واكثر ..ذلك الاحساس الغامض بالعمق ...وكنت أفكر في زجاجات الادويه المنومه علي الكومودينو...وسالته فجأه...
هل تتعاطي منوما علي الدوام؟
أحيانا ...حينما يطول بي الارق ...
ولماذا يطول بك الارق...؟
وسكت ونظر لي في وجهي متردد ...
وقلت :ليس هناك في الدنيا شيئ يستحق أن نهتم به...كل شيئ ينتهي ...الماضي يفوت والحاضر يفوت وأسوأ مستقبل يفوت هو الاخر ...فيم القلق والارق ..ولماذا نهتم بأي شيئ...؟
فقال لي:انتي تتكلمي كامرأه عجوز عمرها مائه عام...وعاد ينظر في وجهي برقه ...
ومع هذا فأنتي تهتمين وتقلقين...من اجل أشياء كثيره صغيره احيانا ...أليس كذلك؟
فأجبت:نعم..أحيانا...لا أنكر...ولكني لا احب ان تتعذب مثلي ...
وسكت...حينما راني مستسلمه وحزينه...
كنت في الحقيقه مجتاجه الي هذه النصيحه لاواسي نفسي بها وبلا جدوي...وضحكت
وكان ينظر الي ويبادلني نفس الاحساس المرير بالحيره...
ماذا نريد بانفسنا..........؟
نعم ..ماذا نريد بأنفسنا......؟
وقالي في حراره دون أن يفكر: انا اريد ان احيا...
وحياتك التي تعيشها..!!!!
فرد: حياتي !!..أي حياه تقصدين؟
وسكت في يأس ...ولمعت عيناه بغشاء رقيق من الدموع ...ثم قال في صوت خافت:
ربما أطلعتك علي حياتي يوما ما ..أني أكتبها ...أحيانا اكتب من فرط اليأس ومن فرط الوحده..
وتلاقت نظراتنا ...وكأن شيئا ما يشدنا الي بعض ...ولم نتكلم..
وقطع صمتنا صراخ ابني ...وكان يجري وزوجي خلفه ...
وجلس زوجي ...........
انتظروا القادم.................